متوافق مع آي باد والأجهزة الذكية نر حب بمساهمات الأصدقاء فى مختلف المجالات .. إبداعات * مقالات * آراء حرة * فى  انتظاركم$WDAY$, 2024 مايو 19

المنوفية الآن
مع الحدث دائماً وأحياناً قبله  
 رئيس التحرير خالد حجاج
للاتصال بإدارة الموقع : mnfnow@yahoo.com  
**آخر الأخبار :  انتظروا  موقع المنوفية الآن فى ثوبه الجديد ** تقارير ** تحقيقات ** صور ** خدمات ** تواصل مع القراء **  نتمنى لكم قضاء وقتاً سعيداً معنا* **
قائمة الموقع
أهم الأخبار
مقالات عامة [2]
آراء [0]
شات المنوفية الآن
صوتك يهمنا
ما رأيك فى أداء محافظ المنوفية خلال الفترة الأخيرة
مجموع الردود: 9
إحصائية

المتواجدون الآن: 1
زوار: 1
مستخدمين: 0
الرئيسية » مقالات » مقالات عامة

البرسيم بالقوة داخل مدارس مصر

 

البرسيم بالقوة .. داخل مدارس مصر!!

بقلم /  أمير شفيق حسانين      Amir Shafik

        amirshafik85@yahoo.com

 

 

 

أطفال في عمـرالزهـور، لاحول لهم ولا قوة ولا يعرفون شيئا من التحايل أوالدهاء أوالمكر، وأنت لا تري في أعينهم إلا البراءة والابتسامة والطاعة للجميع ، وإذا بهم يصبح جزاؤهم التعرض لما هو مفجع وأليم في حق كرامتهم الإنسانية الغالية  ، علي يد معلم بأحد المدارس الابتدائية  بصعيد مصر !!

 حقا .. إنه شيئ لا يصدقه عقل عند التدبر في تفاصيل تلك الواقعة الآثمة التي مست كرامة أطفال ضعفي ، أبرياء مساكين ذهبوا ليتشربوا العلم والخلق داخل أحد محاريب العلم والتربية ليجدوا شيئا تماما ... واسمعوا الحكاية !!

  البداية كانت خبر منشورعلي إحدي البوابات الصحفية المصرية ، ويحمل عنوان " حبس معلم أجبر الطلاب علي   أكل البرسيم " ، وقد وضّحت تفاصيل الخبر- المدهش عنوانه -  بأن أحد المدرسين ، والذي يعمل بإحدي المدارس الحكومية بمصر، أقدم عن عمد أكيد وإصرار عنيد ونيه مبيته ، وأصدر قرار شخصيا طائشا ، بعمل متود أسمنتي داخل الحرم المدرسي الذي يعمل به ، وأحضر بداخل هذا المتود كمية من البرسيم الأخضر الطازج ، ثم أجبر الأطفال الموجودين داخل حجرة فصله علي إلتهام البرسيم الموجود بداخل المتود الأسمنتي لمجرد إهمال هؤلاء الأطفال في كتابة واجباتهم المدرسية التي أسندها لهم هذا المعلم !!

  بالفعل رضخ الأطفال - منعدمو الحيلة - لمطلب معلمهم - الظلوم قراره - وتناولوا البرسيم كأي وجبة طعام ، بعد أن هددهم كثيرا وأرهبهم مرارا وخوفهم تكرارا بإستخدام الضرب المبرح الموجع ، إذا امتنعوا أو أظهر أحدهم أي رفض لتناول وجبة البرسيم ،غير مبال ما قد يسببه لهم البرسيم من ضرر صحي ومعنوي جسيم . واعتبر المعلم أن ما فعله من تصرف وحشي ، هو نوع طبيعي جدا من أنواع العقاب لكل من تسول له نفسه من تلامذته أو أطفاله أن يهمل أو ينسي أو يخطئ في عمل أي واجبات مدرسية  تخص مادته العلمية !!

  وقد تداولت الصحافة المصرية هذا الخبرعلي نطاق ضيق ، رغم أنه غريب جدا في حد ذاته ، وجديد من نوعه علي الساحة الاجتماعية المصرية التي تدعو للتعامل بالحسني وإظهار العطف علي الصغار. أما الخوض تفصيليا في الطريقة المبتكرة للعقاب بالبرسيم ، كان لابد وأن يغضب لها الرأي العام المصري وتجعله يكشرعن أنيابه ، بل وينفر ويتحرك علي الفور للتحقيق في تلك المهزلة الغاشمة  .

 ولكن كيف لأبدان الحقوقيين ألا تقشعر وتنتفض إذا علمت بتفاصيل تلك الواقعه المؤلمة ، وأين وزارة العدل المصرية وما قامت به من بحث وتحقيق صارم في الواقعة ؟ ، بل أين المنادون بالحريات ، والمناضلون لأجل حقوق الإنسان والماكثون لحماية الطفل والطفولة ، ونشطاء الوطن الأحرار ؟

 أين توارت قامات ورموز المجلس القومي للأمومة والطفولة ، وباتت في ذيل القضية الفجه بدلا من أن تتصدر الموقف ويدلو كلا منهم بدلوه بدلوه ؟ ، ولكي نري ردود أفعالهم كممثلين لمؤسسات ذات دور بارز في حماية حق الطفل !!

ولك أن تعلم أنه عندما يتعرض الطفل المصري لأي إرهاب نفسي ممثلا في قذف الرعب بداخله ، جراء مثل تلك الواقعه أو في وقائع مماثلة ، داخل حرم المدرسة ، فتلك إذن جريمة نكراء تماما تماما ، بل ربما تدفع ضحاياها للتسرب الجبري من التعليم ، وسلوك مسارات أخري ، ولذا ما يسمح لتلك الحادثة القهرية أن تمر مرور الكرام !!

ربما أن تكون تلك الواقعة هي الأولي في تاريخ التعليم المصري ، ومع ذلك فالكل يسأل ويتسائل ، أين كان مديرالمدرسة التي شهدت ذلك التصرف الغير آدمي تجاه أطفالها ، وأين كانت إدارة المدرسة بالكامل .. ومعهم أخصائيو المدرسة الاجتماعيين والنفسيين ، وأين ذهب حراس الأمن بالمدرسة أثناء وقوع الواقعة ، وأين كان عقلاء المدرسة من كافة وكلائها وموظفيها ومعلميها الأجلاء !!

 هل كان الجميع بالمدرسة في معزل تام وغفلة ، وربما نوم عميق لحظة حدوث ما حدث من جرم تستنكره مكارم الأخلاق والسلوكيات الصحيحة .. أسئلة كثيرة دارت في الأذهان ، لاتجد لها جوابا عقلانيا يريحك ويرضيك ، ولكن دائما في مصر تتوه الحقائق اللاذعة في حواري الخزعبلات والحجج الواهية !!

وليس بعيدا أن يكون المعلم المنتزع الآدميه ، قد استغل حالة الخشخشة الأمنية التي دبت في جسد المجتمع المصري ، وظن أنه لا رادع له ، فأقدم بكل جبروت علي فعل سوءته ، وربما سولت له نفسه أنه سيفلت من العقاب ، أو تخيل أنه - هو- صاحب تلك المدرسة التي أطعم أطفالها البرسيم ، وعليه فأعطي لنفسه الرخصة أن يفعل ما يحلو له !!

 بل لو كان معلم البرسيه - هذا - هو صاحب تلك المدرسة ، وكانت من حرأمواله ، ما كان أبدا ليقدم علي ما أقدم عليه من إضرارعمدي ، وجمود عين وقسوة قلب يعتريه، بل كان سيعامل مع الطلاب علي أفضل نحو، ويخاف عليهم بشده ، ولكن غياب الشق التربوي والأخلاقي عند ذلك المعلم كان دافعا مضللا لسلوك المدرس ، أن يجعل البرسيم وجبة إجبارية لا مفر من تناولها ولو بالقوة ليرهب بها صدورالأطفال ، ويحشو بحزماتها بطون البراعم التي لا تستحق إلا الطعام الطيب!!

 والأدهي إن كان هذا المعلم - الآثم سلوكه - ينتوي المرة القادمة أن يغلظ عقوباته الشخصية علي الأطفال ، بأن يسقيهم  مشتقات البرسيم بعد أن يحوله لعصائر متنوعه ، أو ربما يحضره مطبوخا في أواني وبنكهات جذابه له . والأصعب من ذلك ، لو زين له سوء عمله بأن يأتي بجوال من التبن الأصفر ليكمم به أفواه المخطئين من طلاب العلم .

قد نتفق معا بأن لجوء المعلم للضرب الخفيف لمعاقبة طلابنا بالمدارس ، أمر قد نتجاوز عنه نسبيا أو نقبله نوعا ما ، ومع ذلك فنحن ضد إستخدام الضرب المبرح الذي يترك أثر جسدي أو معنوي أو نفسي ، وقد يولد حالة مستمرة من العدوان والكراهية الزائدة  بين كلا من المعلم والمتعلم .

لكن نري بالفعل أنه تولدت الجرأة لشخص معلم البرسيم علي جلب كميات من البرسيم الذي جعلته الطبيعة ، طعاما للحيوان والبهيمة التي لاعقل لها ، ليغير - هو - في نظام الطبيعة فيطعم للأطفال البرسيم بنفسه ، ليضرب بتلك الفعلة مثلا ومثالا فظا لأشد صور الإهانة التي طالت من الكرامة الانسانية ، وباتت من النوادر التي تدون غرائب السلوكيات ، خاصة مع أطفال صغار حديثي السن وهم من بني الإنسان ، المكرم عند الله في قرآنه الكريم وكافة الكتب السماوية المقدسة !!

 ألا يعرف ذلك المربي الفاضل بأن الله تعالي غفور رحيم لمن يعصيه أو يرتكب الذنوب  ، إذن ألا يغفرهذا المعلم أو يتسامح مع من قصروا في واجبات كتابيه زائلة ، وبالأخص وهم أطفال في مرحلة سنيه تدعو للين وتحتاج إلي الصبر الجميل !!

ولهذا المعلم غليظ القلب ، أن يعلم جيدا أنه ما كانت رسالة المعلم إلا العلم والتعليم والتربية ، واستخدام الحلم والتحلي بالرزانه في طرق تعليمه ، جزءا لا يتجزأ عن واجباته كمعلم ناجح ، و ما كانت مثل تلك الواقعة أن تؤثر علي هيبة أو دور المعلم التربوي بشكل عام أيا كان ، لأن مصر تشغو وتفيض وتمتلئ عن آخرها بآلاف المعلمين ذات الكفاءة العالية وينحازون للسوية في التعامل مع الأطفال والطلاب بمدارسنا المصرية العريقة .

 كيف يجرؤ معلم ، يحمل  صفات تربوية ، أن يعاقب أطفالا في سن الحداثة المبكرة ، بتلك الطريقة البشعة ، في بلد مثل مصرنا ، وكافة طوائفها تنادي وتصرخ وبح صوتها من النداء بنبذ العنف والعدوانية ، والكف علي أرهبة أبناء الوطن الغالي ... فكيف بإرهاب الأطفال .

 ألا يكفي ما أصاب الحالة التعليمية المصرية من هزل وضعف وتأخر واضح  بسبب الثورات المتتالية علي مصر ، وتسببت في اجهاض نتاج ثمارها الطيبة ، وجعلت البطالة تستشري في جسدها النحيل ، وبسببها زادت نسب الغياب بالمدارس وتسرب الكثيرون عن التعليم خوفا من يصل العنف أو مضاعفاته لداخل المدارس وخاصة الحكومية !

كانت ثورة غضب حارقة لقلوب أولياء أمور الطلاب المهدر كرامة أطفالهم ، لم تخمدها الحكم بسجن معلم البرسيم عاما مع الشغل . وهم يرون أن ما ألم بأطفالهم سيسبب لهم ضررا نفسيا لا حدود له ، بين زملائهم وأقرانهم .

 ولا ندري إن كانت تلك الحادثة قد وصلت لمسامع وزير تعليمنا المصري الدكتور محمود أبو النصر أم لا . فنحن في عجله أن نعرف ما رد فعله بصفته المسئول الاول بالوزارة .. أما آن لسعادته أن يحسن إختيار معلميه ، ويفلح توجيه مساعدوه ووكلاء وزارته بانتقاء الصالح من المعلمين واللائق فقط لنيل شرف العمل بتلك المهنه السامية التي هي من رسائل الرسل الكرام .

 وبالضرورة أن يبذل وزير تعليم مصر، مزيدا من الجهد الفعلي ، مصدّق الخطي تجاه إصلاح حال التعليم ، وإلا أن الإهمال سيتعقبه شيئا من ثلاث ، وهو أن يترك أطفالنا المدارس الحكومية المهملة رقابيا وتربويا بلا رجعة ، أو أن يحولوا مسار تعليمهم إلي المدارس الخاصة ذات المعاملة الجيدة وهو الحل المستحيل لطبقة الفقراء .

أما إن تكررت واقعة البرسيم ، فقد يلجأ أصحابها حتما إلي التسرب من التعليم واحدا وراء الآخر حفاظا علي كرامتهم ، لأنه عندما يوضع التعليم في كفة.. وكرامة المتعلم في الكفة الأخري فلابد أن ترجع كفة الكرامة والعزة ، أما التعليم فلا خوف عليه ، وليأتي علي مهل !!

 

 

  

الفئة: مقالات عامة | أضاف: khaledhaggag (2014 أبريل 16)
مشاهده: 382 | الترتيب: 2.5/2
مجموع التعليقات: 0
الاسم *:
Email *:
كود *:
طريقة الدخول
بحث
أصدقاء الموقع
  • إنشاء موقع مجاني
  • منتدى الدعم والمساعدة
  • افضل 100 موقع
  • Facebook
  • Twitter
  • مقالات تقنية
  • جميع الحقوق محفوظة لموقع المنوفية الآن © 2024
    الاستضافة من uCoz